logo

لو إن ورقة دينكا فدانق المرسلة الي حاكم ولاية أعالي النيل و التي نشرها هنا الأخ أشوانج أدم طابو مشكوراً ، و التي تتحدث عن تعبئة متخيلة لأبناء شلو لشن هجوم متخيل أيضاً ضد قراهم كما زعموا ، أقول لو إن مثل هذه الورقة كتبها شباب شلو يشكون فيها تغول بعض بلهاء الدينكا- حتي لا نعمم- علي ارضهم، و تدنيسهم لمقدسات جدنا العظيم نيكانق ، لقامت القيامة و لم تقعد الي اليوم ، خاصة هنا في هذا المنبر، بل لتعداه الي مقاهي ملكال و مجالس ظلال الاشجار وما أدراك ما ظلال الاشجار، و الي الاندايات وأماكن أخري !!

و لو إن كوانيرث جاك شول داك الذي أحتجز هذا الاسبوع من غير سبب و أطلق سراحه بعد شق الانفس، كان شخصاً أخر ، وأحتجز في كدوك مثلاً لنفس غرض التحقيق كما زعموا ، لإنقلبت الدنيا ساعئذ ، وقيل إن شلو فعلوا كذا و كذا، و لنسجت الحكايات وإحيكت المؤامرات و إمتلأت الافق ضجيجاً و عدت الجيوش !!

ولإنهالت أيضاً البيانات الشاجبة المستنكرة من كل صوب و حدب، وكيلت تهم العمالة و الخيانة و القبلية ضد كل من ذهب غير مذهبهم ، و حاول النظر الي الأمور من زاويتها الأساسية لا كما يصورها خيالهم، أو كما يراه الحزب!!

أما فإن الورقة كاتبها دينكا فدانق، والمحتجز هو كوانيرث شول داك ، فإن الامر لا يبدو حتي بالنسبة لبعض أبناء جلدتنا من مناضلي الكيبورد هنا في موقع فشودة غربياً ، أو يعد عندهم إنتهاكاً لحقوق كوانيرث الشخصية المكفولة في الدستور، او إبتزازاً للحكومة و الحاكم كما يمكن إن نقرأ في ثنايا ورقة فدانق البائسة !!

فقد إلتزموا الصمت ، و كان صمتاً مريباً عكس التناقض الداخلي لأي إنسان يمشي عكس ما يمليه عليه ضميره ، ويقف مسانداً للجور ، منافحاً عن شرور ماحقة ترتكب جهاراً نهاراً في حق أهله !

فأي محنة أخلاقية و أي أزمة ضمير يعيش فيها هولاء الإخوة الذين طالما أشبعونا وعظاً حول القومية و نبذ القبلية كلما جد مستجد في ديار نيكانق ، وقامت ثلة من الأخيار شلو ممن لا تلين لهم قناة بالتصدي لأباطيلهم ، بل و تجرأ البعض منهم في ملهاة تاريخية و نصب نفسه ملاكاً مرسلاً من لدن العناية الإلهية و طفق يوزعون علي الناس صكوك الوطنية و البراءة من العمالة!!

ما بالهم هولاء اليوم – و السؤال لفارومي جرمايا- يرون رئيس الحركة الشعبية في الولاية و نائب الحاكم السابق دوك جوك دوك يقود بنفسه جحافل جند فدانق المتوعد بالإنتقام لمقتل طون واي ؟ هل يا تري سيصدرون بيان إدانة حتي لو بشكل خجول فقط يحفظ لهم ماء الوجه إن بقي لهم وجه، أم سيستمرون في صمت القبور ؟!

لقد قلنا مراراً و لن نمل من التكرار ، إن الانتماء الحزبي و الانشغال بالهم الجنوبي القومي لا يعني إن يدير المرء ظهره لقضايا منطقته ، لاسيما إن كانت تلك القضايا ملتهبة و معقدة كقضايانا مع مجتمع دينكا فدانق!!

وتسألنا أكثر من مرة لماذا يكون أبناء شلو في الحركة الشعبية هم دائماً المطالبين أكثر بان يكونوا قوميون فيما الأخرون غارقون في براثن القبلية و المحسوبية و البلطجة مستخدمين أجهزة الدولة؟!

دوك جوك يريد أن يثار في هذا الوقت العصيب لمقتل ناظره طون واي ، وهو الرجل الذي عجز حينما كان نائباً للحاكم إن يرد أهله من حرق قري أبانيم ، لول و أنقديار ، وعجز أن ينصف الضحايا التي وقعت جراء تلك الحرائق ، وهو أيضاً الموئل الذي يقرف منه أبناء فدانق أفكارهم الماسونية التي أوردت الولاية موارد الهلاك.. بئس الحزب الذي يرأسه رجل كهذا ، إنه حزب لا محال سائر الي أسفل سافلين!

هنا يحق السؤال المشروع ، و المشروع جداً و الذي يجب علي الصامتين الأن من مناضلي الكيبورد الفجائيين أن يجاوبوا عليه قبل وصمهم للأخرين بالعمل علي إفساد ارادة الجنوبيين في التوحد و تقرير مصيرهم .

من بحق السماء علي ضوء مذكرة فدانق ، يعمل علي تشتيت جهود لم شمل أهل الولاية لمواجهة الاستفتاء علي حق تقرير المصير ، أليس رئيس الحركة الشعبية في الولاية دوك جوك نفسه حينما يستنكر الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع قوانق و مجموعته؟!!

كيمي جيمس أواي

الاثنين 27\9\2010